- العودة الى الرئيسية »
- تاريخ آل الكبسي »
- ثورة آل الكبسي 1222هـ - إعداد الأستاذ محمد محمد عبدالله العرشي
تمت المشاركة بواسطة : Ibrahim alkibsiii
الخميس، 9 يناير 2014
ثورة آل الكبسي
إعداد الأستاذ محمد محمد عبدالله العرشي
(اشتهرت الروضة في
الربع الأول من ( القرن الثالث عشر الهجري ) بحركة سميت " بحركة الروضة " ،
وهي ثورة ضد الإمام " المنصور " (( 1189 – 1224 هجرية ) ـ ( 1775 – 1809
ميلادية )) ، وبدأت أحداث الثورة حيث سكن بعض من " آل الكبسي " في الروضة ،
وهم السادة من " آل الكبسي " الذين ينتسبون إلى هجرة الكبسي الواقعة في
خولان على بعد نحو ( 35 كيلومتراً ) جنوب شرق العاصمة صنعاء ، ويعود نسبهم
إلى الإمام " حمزة بن أبى هاشم الحسني " الذي قتل في أرحب سنة ( 458 هجرية ـ
1066 ميلادية )).
(و قد وجد من بينهم بعض العلماء ممن
أحرزوا من العلم الصفات المرشحة لسدة الإمامة ، وقد كان سكن " آل الكبسي "
في الروضة ربما في بداية حكم الإمام " المنصـور " ، وقد خالفوا فروع أسرة
الإمام " حـمـزة " ورشحوا العالم السيد " حسين بن عبدالله الكبسي " الذي
كان يمثل حينه قاضي الروضة وإمام جامعها ، وقــد كان ترشيحــه لمنصب
الإمامة في شهر شوال من عام (( 1222 هجرية ) ـ نوفمبر ( 1807 ميلادية )) ،
وبعدها أعلنت الثورة ضد الإمام " المنصور "، كما تمكنوا من جذب " أحمد بن
عبدالله بن المهدي عباس" – بن أخي " المنصور" – إلى صفهم ، ويبدو أن "
أحمد " نفسه كان طموحاً لمنصب الإمامة وعلى خلاف مع عمه الإمام " المنصور "
في نفس الوقت ، وقد آزر أهل الروضة في حركتهم الثورية ضد عمه سواء رغبة أو
رهبة ، كما وصلت بعض قبائل " آل الكبسي" من خولان ومعهم آخرون ، وبعد
إعلان الثورة التي وصفت بأنها حركة ، كانت لها خطرها على الإمام " المنصور "
بسبب قرب الروضة من العاصمة صنعاء من جانب ولسوء أحوال الإمام " المنصور
" ومن جانب آخر فقد هوجمت داره في الروضة ـ المسماة في ذلك الوقت (دار
البشائر)ـ ، كما نهبت كذلك بيوت أهل صنعاء المغلقة التي يغادرها أصحابها من
الأغنياء في موسم الأعناب ، وطرد عامل الإمام " المنصور " ، كما أرسلت
رسائل الدعوة إلى مختلف المناطق خاصة إلى القاضي " عبدالله العنسي " صاحب
برط معلنين بأن ما قاموا به هو واجب ـ للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ
وعلى إثرها قام الإمام " المنصور " بإرسال القاضي " أحمد بن محمد الحرازي "
إلى الروضة حاملاً منه رسائل كتبها كبير قضاته الإمام " الشوكاني " تتضمن
الموافقة على كل ما طلبوه من العدل والأمان لهم فما رجعوا بل صمموا على ما
عزموا عليه ، وبصعوبة تمكن رسول الإمام " المنصور " ـ الحرازي ـ من الهروب
من الروضة ناجياً بحياته ، وقد حاول الأمير " أحمد بن المنصور " أن يقنع "
آل الكبسي " بالتراجع عن موقفهم وأرسل – سكرتيره الخاص – " حسن بن علي بن
عبد الواسع " بمهمة مشابهة لمهمة " الحرازي " إلا أنها – أيضاً – لم يكتب
لها النجاح .
وقد تمكن الأمير " أحمد " بعد ذلك من استدعاء القبائل
القريبة من العاصمة صنعاء ، وهي بنو الحارث ، وبلاد البستان – بني مطر –
وبنو حشيش ، وهي القبائل الأكثر ولاء للعاصمة ، ولما تجمع له العدد المطلوب
بالإضافة إلى بعض جنده غادر صنعاء في الأسبوع الأخير من ذي القعدة سنة ((
1222 هجرية ) ـ ديسمبر ( 1807 ميلادية )) وعسكر في قرية الجراف في منتصف
الطريق تقريباً بين صنعاء والروضة ، وكان قد مضى شهر على حركة " آل الكبسي
"، وقد سيطر الأمير على الطرقات ، وقطعت الإمدادات الغذائية عـن الروضة ،
وكذلك مصادر المياه – حيث كانت من أهمها غيل " المهدي " وغيل " مصطفى " ،
وقد كانا يجريان تحت الأرض على عمق ( مترين أو ثلاثة )ـ حتى استسلم " آل
الكبسي " ومؤيدوهم يوم الخميس 27 ذي القعدة سنة ( 1222 هجرية) بعد مناوشات
قليلة ، ودخل الأمير " أحمد " الروضة صباح اليوم التالي ، وفي يوم السبت
الأول من ذي الحجة سنة ( 1222 هجرية ) اصطحب الأمير " أحمد " أسراه من " آل
الكبسي " وابن عمه " أحمد بن عبدالله بن المهدي " وغيرهم من المشاركين في
الحركة ، ودخل بهم إلى العاصمة صنعاء ظافراً منتصراً حيث أحضرهم إلى الإمام
" المنصور " الذي كان قد قرر إعدامهم إلا أن وساطة الإمام " الشوكاني "
حالت دون ذلـك ، وتقرر حبسهم فقط ، وهكذا شهدت الروضة أحداثاً عاصفة خلال
الفترات اللاحقة).
*****
المرجع: