- العودة الى الرئيسية »
- تاريخ آل الكبسي , شخصيات »
- اللواء أحمد بن أحمد الكبسي (1939 - 1964 ) مؤسس الحرس الوطني
تمت المشاركة بواسطة : Ibrahim alkibsiii
الأربعاء، 22 يناير 2014
اللواء أحمد بن أحمد الكبسي (1939 - 1964 ) مؤسس الحرس الوطني
الميلاد والنشأة
ولد اللواء
أحمد بن أحمد الكبسي في قرية الكبس منطقة خولان الطيال عام 1939م ونشأ فيها وتعلم
في كتاب القرية ثم التحق بالمدرسة العلمية بصنعاء وكان من ضمن المجموعة التي تحولت
من المدرسة العلمية إلى المدرسة التحضيرية التي أنشأها الحسن ابن الإمام يحيى لكي
تكون مدرسة مهنية وفنية على الصعيد النظري أما العملي فقد أنشئت لاستقطاب أنصار
للاتجاه الحسني بدرجة رئيسية ثم التحق بالكلية الحربية وبعد تخرجه من الكلية
الحربية وتخصصه في المدفعية التي يمثل سلاحاً دقيقاً لا ينتمي إليه إلا من كان على
دراية بالرياضيات وحساب المسافات .
الإعداد لتفجير الثورة في تعز
بعد ذلك
حول مع مجموعة من زملائه لتدريب قوات صف الضباط في تعز منهم محمد الخاوي وعلي
الضبعي وعند وصولهم إلى تعز اعتبروا نواة قيادة التنظيم في تعز إلى جانب الضباط
الأحرار الذين كانوا هم النواة الرئيسة للتحضير لتفجير الثورة في تعز ومنهم اللواء
أحمد بن أحمد الكبسي وعلي الضبعي ومحمد الخاوي وسعد الأشول وغيرهم ممن كانوا أعضاء
في التنظيم وقد ارسلت الأسلحة إلى تعز من صنعاء وذلك لمواجهة اليوم المشهود وفي
الوقت الذي كان فيه هؤلاء الضباط الأحرار يناقشون تكوين تنظيم الضباط الأحرار كان في
التنظيم علي عبدالمغني ومحمد مطهر زيد اللذان كلفا للنزول إلى تعز بمهمة مزدوجة
الأولى هي متابعة ترقية مجموعة الدفعة ، والثانية كان الغرض منها هو تأطير مجموعة
الضباط من زملائهم في إطار التنظيم المسمى بتنظيم الضباط الأحرار ،وقد كانت المهمة
ناجحة إلى حد كبير فقد حققت هدفها السياسي العام وذلك بحنكة القائدين البارزين علي
عبدالمغني ومحمد مطهر زيد أبرز رجالات تنظيم الضباط الأحرار ،يأتي ثالثهم اللواء
أحمد بن أحمد الكبسي الرجل الثوري الثالث من رجالات التنظيم، وكانت قد عقدت عدة
اجتماعات لتكوين تنظيم الضباط الأحرار في صنعاء وبعد تفكير طويل بعد عدة اجتماعات
تقرر أن تكون الاجتماعات في منزل العقيد أحمد الرحومي لأنه يقع في منطقة خارج
العاصمة ولا يلفت النظر وكانت الاجتماعات تعقد أثناء جلسات القات وتأخذ صفة
الالتقاء بين أصدقاء وزملاء دراسة في المدرسة والجيش ،وقد استمر هذا التقليد في
الاجتماعات بانتظام ووزعت المهام على أعضاء التنظيم للقيام بالثورة ، بما فيهم
الضباط الأحرار المتواجدون في تعز ومن ضمنهم اللواء أحمد بن أحمد الكبسي والذين
كانوا يقودون حركة إشعال الثورة في تعز وذلك في 23 سبتمبر 62م كما حددته قيادة
تنظيم الضباط الأحرار.
موت الإمام وتغيير خطة تفجير الثورة
أدى موت
الإمام أحمد المفاجئ إلى انتقال موقع مقر الإمامة إلى صنعاء المتواجد فيها ولي
العهد البدر.. وقد ادى هذا الحدث إلى ارجاء عدد من أعضاء تنظيم الأحرار في صنعاء
المكلفين بالانضمام إلى مجموعة تعز لتفجير الثورة بالعدول عن الانضمام والبقاء في
صنعاء ،كما أدى إلى تغيير خطة مكان وموعد تفجير الثورة بسرعة متناهية وجادة في ظرف
زمني لايتجاوز الستة الأيام ، تم فيها تشكيل المجموعة المهاجمة ومجموعة الاقتحام
على قصر الإمام الجديد القصر الجمهوري حالياً ، وحددت ساعة الصفر بليلة الخميس من
25 سبتمبر عام 62م وبعد سقوط قصر البشائر بيد الثوار الأحرار وبث بيان الثورة الأولى
الذي ورد فيه المبادئ الستة للثورة اليمنية وقام اللواء الكبسي بعملية اعتقال المنتمين
الى الإمام الخطرين في مدينة تعز وارسالهم إلى صنعاء مركز قيادة الثورة.
قائداً للواء إب
كلف اللواء
أحمد بن أحمد الكبسي بقيادة لواء إب في عام 62م بعد الثورة مباشرة وعمل على ارفاد
الثورة بالعديد من الأعمال كان أولها هو تأسيس الحرس الوطني وتجنيد الشباب وفتح
معسكرات التدريب وكان معه مجموعة من الضباط الاكفاء لتدريب هؤلاء الشباب وقد
انتقلت الفكرة إلى صنعاء ، وقد قام الاستعمار البريطاني برصد تحركات اللواء الكبسي
في مساعدة ثوار أكتوبر في الجنوب ، ويتضح ذلك من خلال التقرير السري المقدم إلى
الإدارة البريطانية في عدن ،وكان الاستعمار البريطاني يهدف إلى خلق المشاكل
والعراقيل للثورة مما أدى إلى قيام قيادة الثورة بتجهيز حملة على قعطبة لاخماد مثل
هذا العمل التخريبي ،وكان لواء إب مركز لعدد كبير من مناصري الإمام ، ولهذا كان
يحتاج إلى شخص قوي وحازم ، وفعلاً تم اختيار اللواء أحمد بن أحمد الكبسي لهذه
المهمة لأنه شاب متحمس الإرادة ،وقد احكم سيطرته على اللواء بحزم وإرادة قوية
بالإضافة إلى ما كان يتمتع به من حماس ثوري جعل المواطنين يلتفون حوله ،وقد كان سر
نجاحه ما عكسه سلوكه الثوري في أوساط الناس وصدقه واخلاصه ونزاهته وتواضعه مع
المواطنين ، وفكرة الحرس الوطني للدفاع عن الثورة تنم عن عقلية ثاقبة كان يتمتع
بها اللواء الكبسي الذي تنبه في حينه إلى ما تمثله المشاركة الشعبية في الدفاع عن
الثورة والجمهورية الوليدة.
وقد كان اللواء
الكبسي سريع التحرك عند كل طارئ بحماس الثوري الصلب يخاف على الثورة من الانتكاس
فقد كان الناس آنذاك يرقبون ما يجري في صنعاء ويستمعون الإذاعة وهي تبث أنباء عن
مطاردة شخص خطير ويذهب الأستاذ محمد علي الربادي إلى أن اللواء أحمد الكبسي علق على مثل هذه الأنباء
وقال لماذا لا يكونون صريحين و واضحين ويقولون بأن البدر قد هرب ونجا بجلده.
من مناقبه
كان اللواء
الكبسي على درجة عالية من الخلق والإنسانية ،ولكنه في المواقف العسكرية التي تتطلب
الحزم فإنه يقف عند مستوى الحزم مهما كانت درجة خطورة الأمر أو بساطته ، فقد كن
يعطي كل موقف حقه من الأهمية أو البساطة بأسلوب رصين واعٍ وبروح تستوعب كل الناس
لم يتعال في يوم ما على أحد ، لم يستغل الجاه والمنصب أو ينتقم من أحد ويذهب
الأستاذ محمد عبود با سلامه إلى أن قد
عينه أمين صندوق الحرس الوطني في إب حيث إنه لم يسحب من الصندوق فلساً واحداً لغرض
شخصي حتى استشهاده ، فقد كانت حياته داخل البيت في حالة كفاف وكانت مراعاته للناس
مراعاة الإنسان المدقق البصير والمتورع الذي إذا وصلته فرية أو وشاية ضد أحد بمجرد
أن توضح له الحقيقة لا يكابر أو يتصلب في مواقفه بل يعيد النظر ما أن يوقن بأن
هناك وشاية على أحد فيعيد الحق إلى أهله حتى لا يؤذي أحداً بهتاناً وزوراً ..وقد
كسب حب الشباب له ، لأنه كان يشاركهم بعد الظهر لعب الكرة ولعبته المفضلة وهي كرة
الطائرة.
تشكيل أول مجلس آباء
شكل اللواء
الكبسي مع الشيخ عبدالعزيز الحبيشي أول مجلس آباء في مدينة إب وكان أول مجلس في
اليمن عام 63م وانتخب نائباً فوجد ضالته في العمل في أوساط الشباب للاستقطاب
الثوري في أوساط الشباب فكانت مفخرته الحرس الوطني ومجلس آباء الطلاب الذي كان يضم
مناطق الشمال والجنوب.
تزوج في
ظروف صعبة في الوقت الذي كان قائداً يقدر على مايشاء لكنه مات شهيداً في 64م دون
أن يملك ما يحمل جسده ، وله ابن واحد اسمه أحمد بن أحمد بن أحمد الكبسي ضابط في
الجيش في قطاع الصناعات العسكرية.
التصدي لتحركات الاستعمار ضد الثورة
عند قيام
الاستعمار البريطاني بقصف منطقة قعطبة سعياً في تشتيت قوى الثورة اعتقاداً بأن مثل
هذه المحاولات سوف تضعف قوى الثورة مما سوف يمهد الطريق إلى عودة الإمامة ،وقد
تحرك بنفسه إلى قعطبة واستطاع أن يوقف هذا
التحرك الاستعماري ،كما استطاع اللواء الكبسي
أن يخمد بعض التمردات التي حدثت في بعض مناطق اللواء ،مثل حركة التمرد الذي حصل في
حصن كحلان في قضاء يريم وكذا قرية الحزة التي تقع فوق كتاب في قاع الحقل في يريم
أيضاً الذي قاده الشيخ قعشة آنذاك.
قيادة الحملة على المحابشة
نتيجة لقوة
شخصيته السياسية والعسكرية الجذابة والمؤثرة ، استطاع أن يؤثر على أبناء المناطق
الجنوبية ، فقد التفوا حوله وتجندوا بجانبه للدفاع عن الثورة أمثال أبناء ردفان
،وأبناء الشعيب ، وأبناء الضالع كلهم اندفعوا وراءه للدفاع عن الثورة وعند قيامه
بحملة على منطقة المحابشة لمطاردة الملكيين كان من ضمن هذه الحملة راجح بن غالب لبوزة ، ففي حين جهز الحملة طلب من
أمين صندوق الحرس الوطني مبلغ ثلاثة آلاف ريال «ماريا تريزا» لمواجهة أعباء الحملة
على المحابشة ،وقد استمرت الحملة مدة شهر ونصف وهي تخوض معارك شرسة مع أعوان
الملكية ثم عاد بعدها إلى لواء إب كما أعاد إلى صندوق الحرس الوطني مبلغ ألف ريال
من الثلاثة آلاف التي أخذها.
حلقة وصل بين الثوار
في 14
أكتوبر 63م اندلعت شرارة ثورة أكتوبر من جبال ردفان ضد الاستعمار البريطاني وكان المقدم
أحمد بن أحمد الكبسي دور كبير وبارز في دعم الثورة ،حيث كان قد دعم الثوار
القادمين من الجنوب لنصرة الثورة 26 سبتمبر منذ قيامها حيث فتحت معسكرات التدريب
وتسليحهم وارسالهم إلى مواقع الدفاع عن الثورة اليمنية في حجة ،وفي إب كان أحمد بن أحمد الكبسي حلقة الوصل بين ثوار الجنوب
والقيادة في صنعاء عبر العميد محمد الرعيني الذي تولى شخصياً القيادة المباشرة
للمحور الشمالي الغربي.. وكان الكبسي من
المتحمسين لدعم ثوار الجنوب من خلال مكتبه في قعطبة ،حيث دعم بالسلاح الذي يحتاج
إليه ثوار الجبهة القومية ضد المستعمر البريطاني واعوانه من السلاطين.
عضواً في حركة القوميين العرب
كان الكبسي اثناء دراسته عضواً في حركة القوميين
العرب النشطين الأمر الذي جعله يهب إلى مساعدة ثوار أكتوبر كرفاق درب بالسلاح
والعتاد المطلوب للاستمرار في الكفاح المسلح ويؤكد هذا العقيد حسين الكبسي بقوله
«لقد عرفت هذا الانتماء ليس من أحمد بن
أحمد الكبسي ولكن عرفته من خلال الثوار في الجنوب فبعد استشهاد أحمد بن أحمد
الكبسي عينت خلفاً له قائداً للواء إب وذات يوم دخل عليّ أحد الحراس في المنزل
وقال هناك شخصان من عدن كان أحدهما يدعى سعيد العكبري وهو حضرمي والآخر لم اعد
أذكر اسمه ، على الرغم من أنه من مذيخرة.
نظراً لأنه
كان يمثل حلقة الوصل بين الثوار في الجنوب والقيادة في صنعاء ، فإن المخابرات
السرية البريطانية كانت تتعقب بعض تحركاته في دعم الثوار من خلال التقرير السري
المقدم للإدارة البريطانية في عدن مؤرخ في 28 سبتمبر 63م عن الوضع القبلي وحجم
الإمكانيات ورد ذكر الكبسي أربع مرات في ثلاث صفحات ،وقد أوردها المرحوم سلطان
ناجي في كتابه «التاريخ العسكري لليمن» كما يلي : في 16/10/63م بعد اندلاع الثورة
في ردفان بيومين كتبت الاستخبارات البريطانية بلاغاً أن زعماء المنشقين يطالبون
بإلحاح من اليمن الحصول على الأسلحة لكي يستخدموها ضد دورياتنا في وادي المصراح
ويقوم الكبسي بدعمهم بقوة.
قوة تدخل سريع
كان اللواء
أحمد بن أحمد الكبسي مع الثورة المسلحة ضد الاستعمار البريطاني في الجنوب دور بارز
وبحنكة قيادته ونفاذ بصيرته فقد مثل لزملائه في قيادة ثورة 26 سبتمبر بمثابة قوة
للتدخل السريع في المواقف الصعبة فقد كانت القيادة في صنعاء تستدعيه وقت الضرورة
خصوصاً حال أن تقطع طريق صنعاء جهران الرافد القوي لدعم الثورة بالقوة وبالمقاتلين
والتي حدثت عدة مرات كان قصب السبق في
حسمها ، وكان آخرها الحملة التي جهزت على نقيل يسلح وبلاد الروس عندما قطعت طريق
جهران صنعاء وتمركزت قوات الملكيين في نقيل يسلح ،حيث حاولت قوى الملكية والرجعية
خنق الثورة من خلال هذا الشريان الحيوي إلى صنعاء وكذا الشريان الثاني وهو طريق
الحديدة صنعاء بواسطة التواجد الملكي في الحمية.
تأمين نقيل يسلح من الملكيين
في
الحملة الثالثة التي اتجهت إلى منطقة جهران بلاد الروس اطلعته القيادة في صنعاء
بالموقف الخطر على هذا الطريق الذي يتطلب حسماً سريعاً للموقف والعمل على إنهاء
مثل هذا التمركز الملكي الأمر الذي جعل من أحمد بن أحمد الكبسي أن يجهز حملة من الجيش
النظامي والحرس الوطني كان هو قائدها ، لأنه كان أولاً مدفعياً بارعاً وثانياً
لأنه قد أخمد الكثير من التمردات في هذه المنطقة وسابقاً في قعطبة ومريس ، ويريم
إضافة إلى أنه قد استطاع أن يوجه الشباب نحو الدفاع عن الثورة وتقبلهم الإقبال على
التجنيد وتدريبهم تدريباً جيداً ،وفي هذه الحملة سحب من صندوق الحرب الوطني ثلاثة
آلاف ريال «ماريا تريزا» لتمويل عمليات الحملة وتوجه بحملته على جهران ويسلح وبعد
قيامه مع افراد حملته بالضربة الأولى حتى طهر يسلح من اعوان الملكية وقوى الرجعية
إلى أن وصل قرية خدار ، حينها وصل الشيخ محمد بن عبدالله الصوفي من كبار مشائخ
خولان الذي كان لديه اعتقاد باعتباره رجلاً مسناً وذا خبرة في الحياة بأن على
الجميع أن يحكموا العقل ، وأن افضل وسيلة بين الجميع هو الحوار في حل النزاع
وباعتباره من كبار مشائخ خولان و أحمد بن أحمد الكبسي من خولان نبهه إلى أن الطريق
الذي يسلكه في التعامل مع المتمردين وهو القصف والقتل غير سليم وعليه أن يطرق
أسلوب التفاهم ، وقد استجاب لما طرحه الشيخ
الصوفي وفوضه بأن يذهب إلى الطرف الآخر لبدء الحوار معهم ، وعند الوصول إلى نتائج
محددة ترضي الطرفين يبلغ بها وهو على استعداد للتفاهم حولها وبالتالي تنفيذها ،وقد
توجه الشيخ الصوفي إلى منطقة تحت قرية الوثن في بلاد الروس وبدأ ينادي عقلاء
القرية بما جاء من أجله وهو التفاهم وحقن الدماء وكان في انتظار الرد ، وبحكم سنه
وسمنته اتجه للاستراحة على عارضة بئر ماء فما كاد يجلس حتى فاجأته رصاصة استقرت في
الحالب توفي على إثرها في حين كان أحمد
الكبسي ينتظر نتائج هذا الوفد المفاوض إلا أن أحد مشائخ الحداء وهو علي بن عبدالله
القوسي يبلغه بمقتل الصوفي ، فثارت ثائرته لهذا الموقف الذي اعتبره خرقاً لكل
الأعراف اليمنية ، وقال لمن اسمعه نبأ مقتل هذا الشيخ المسن :أهذا جزاء من جاء
لتوبيخنا من أجلهم بمثل هذا الفعل ،وقام بتوجيه ضربة موجعة على إثرها فتحت طريق
صنعاء جهران ،وقد كانت الضربة القوية التي وجهت لأهل قرية الوثن ، بعد ذلك رجع بعد دخوله صنعاء مع مرافقيه من المناضلين
والثوار ومنهم الشيخ عبدالعزيز الحبيشي الذي رافقه في هذه الحملة إلى مدينة إب ،
وقد كانت تلك الحملة مجهزة على الحيمة إلا أن أهمية طريق جهران صنعاء قد حولت مثل
هذه الحملة إلى هذه المنطقة اثناء ماكان الشيخ عبدالعزيز الحبيشي نائباً لوزير
المواصلات الذي زوده بسيارة نقل كبيرة تتبع المواصلات لتحميل الذخائر لمواجهة
معركة الحيمتين آنذاك من تعز وإب .
مقتله
في حين كان
أحمد بن أحمد الكبسي والشيخ عبدالعزيز
الحبيشي ينامان في منزل محمد مطهر زيد بصنعاء وكان الرأي السائد بين زملائه أن
القوى الرجعية قد بدأت في التحرك وعليه الانتقال عن طريق الجو ، ولكنه أصر على
الانتقال بأسرع ما يمكن قبل طلوع الفجر عن طريق البر بدون طائرة في حين كانت
القيادة تقدر خطورة عبوره على البر لذا كانت تلح عليه بأن لا ينتقل إلا على طائرة
إلى تعز ومن ثم ينتقل كيفما شاء إلى إب ، إلا أنه كان شديد الشغف على أن يصل إلى
إب دون قيود ، لكنه لم يدرك ماذا يخبئه له القدر ففي الوقت الذي تعمد الكل أن لا يوقظوه
في الوقت الذي حدده لسفره ، إلا أنه صحا صحو كل ثوري مع الفجر قبل رفاقه وتوجه
بالسيارة نحو إب وما أن وصل إلى منطقة وعلان مع الصباح الباكر إذ رأى مجموعة من
الناس تزرع العراقيل في الطريق لقطعها حينها نزل من سيارته للتفاهم مع تلك
المجموعة إلا أن احدهم تعرف عليه وقال لعامل وعلان آنذاك ويدعى الحيفي أتعرف من
هذا إنه الكبسي قائد إب الذي هدم بيوتنا وشردنا من قرانا ، فقال الحيفي عامل وعلان
اقتلوه ، فقتلوه لحظتها .
وبعد
وصول نبأ مقتل اللواء الكبسي تحركت حملة كبيرة كان انصارها من لواء إب ومن أبناء
الجنوب وعلى رأسهم أبناء الضالع الذين افتقدوا فيه المعين السخي ، فكانت حملة
مشهودة ،حيث قتل كل من أسهم باغتيال اللواء الكبسي.