تمت المشاركة بواسطة : Ibrahim alkibsiii الأحد، 26 يناير 2014


العلامة/ محمد بن أحمد الكبسي … في حوار مع مجلة “ثقافتنا”



العالم الجليل والمحقق الكبير العلامة عز الدين/ محمد بن أحمد بن محمد الكبسي أطال الله عمره ومتعنا بحياته يتمتع بسعة صدر وأفق يحتوي جميع المسلمين تشعر في حضرته بالراحة والألفة فلا تمل مجلسه نظير ما يتمتع به من أريحية وفكاهة وحلم وأناة.
فلا يكفي أن تسمع إليه حتى يشدك لأن تصغي إليه وكأنك في حديقة متنوعة الأشجار والثمار، يعطيك من كل شيء أحلاه وأمتعه وأفيده.
وفي خطوة تواصل بها المجلة اللقاء بالشخصيات العلمية في عموم الساحة اليمنية كان هذا اللقاء مع السيد العلامة الكبسي، وتعتبره المجلة لبنة في بناء معرفة العلماء والشخصيات الفاعلة في هذا البلد الطيب المبارك.
وقد وقفت المجلة في الحوار مع السيد الكبسي في محطات هامة من حياته ونضاله منذ ابتداء التحاقه بالدراسة الأولى (المعلامة) وحتى تفرغه للتدريس في الجامع الكبير بصنعاء، فإلى نص الحوار:
  • هل لكم سيدي إطلاع القارئ الكريم وهو الشغوف على جزء ولو يسيراً من سيرتكم الطيبة: المولد والنشأة والدراسة والرحلة العلمية ومشايخكم؟
أقول مجيباً عن السؤال متحدثاً بنعمة الله تعالى: أما المولد فهو في ثاني عشر ربيع الأول من 1340هـ في مدينة يريم، فنشأت في كفل والدي رضي الله عنه، وقرأت في المعلامة ثم المكتب، قرأت القرآن مجوداً وقرأت المبادئ في علم الحساب والمساحة ونحوها، ثم ارتحلت إلى مدينة شهارة بطلب من عمي صنو والدي السيد العلم العلامة محمد بن محمد بن محمد الكبسي، عامل شهاره الذي كفلني أحسن كفالة، ورباني أحسن تربية، وقرأت عليه متن الأزهار ومتن الغاية والحاجب والفرائض غيباً، وكان يُسْمِعُ لي الدروس بعد صلاة الفجر، وبعد حمد الله وتوفيقه ورعاية عمي رضي الله عنه حفظت الأربعة المتون المذكورة في ظرف سنتين، بإضافة ما قرأته في تلك المدة وهي شرح الآجرومية وقطر ابن هشام، وبعدها انتظمت في الحلقة التي كان يديرها العلامة/ عباس بن الوجيه بن عبد الله فقرأت في شرح الأزهار والفرائض والثلاثين المسألة لابن حابس، وفي شرح الأساس للإمام القاسم، ثم ارتحلت إلى معمرة في سنة 1359هـ وقرأت على الشيخ العلامة/ أحمد بن قاسم الشمط في شرح الأزهار وشرح الأساس، وقرأت أيضاً على السيد العلامة/ مطهر بن يحيى الكحلاني شرح الفاكهي على ملحة الإعراب وكان رحمه الله يجعل لنا بعد الدرس وقفة يملي علينا بيتاً، من الشعر ويطلب واحداً من الحلقة يسأله عن كل كلمة في البيت وما موقعها من الإعراب. وكان ذلك الدرس من أجمل الدروس؛ لأنه كان اختباراً للمعلومات التي يتم تحصيلها, وفي عام 1360هـ عزم عمي رضوان الله عليه إلى هجرة الكبس لزيارة الأرحام ولم يطمئن إلى قعودي في شهارة في غيبته، فاستمد من الإمام يحيى رحمه الله أن أبقى في المدرسة العلمية إلى حين عودته إلى شهارة، فدرست فيها في الشرح والفرائض على القاضي العلامة محسن العنسي، وكذا درست لدى القاضي حسين الواسعي، ودرست الشرح الصغير لسعد الدين التفتازاني على السيد العلامة عبد القادر بن عبد الله، وبقيت في المدرسة العلمية إلى أن عاد عمي إلى شهارة بعد ستة أشهر، ومن هناك انتظمت في الدراسة في حلقة السيد العلامة عباس الوجيه في شرح الأزهار والأساس والخبيصي على الكافيه، ثم ذهبت إلى هجرة معمرة، وبقيت فيها ثلاث سنوات متواليه درست فيها بالإضافة إلى معشر شرح الأزهار درست شرح الخبيصي ومغني اللبيب وشرح الغاية للحسين بن القاسم والكشاف للزمخشري كلها على الشيخ العلامة أحمد بن قاسم الشمط رحمه الله، وكانت الدراسة في أوقات مختلفة فقد كان تدريس الغاية والكشاف بعد صلاة الفجر وبقية الدروس بعد الصبوح (الإفطار)، كما درست أيضاً الروض النضير على الشيخ العلامة المحدث يحيى بن محمد لطف شاكر، وكنت في أثناء تلك المدة أقوم بتدريس بعض الطلبة مثل القطر والفاكهي وحاشية السيد وكانت تلك الفترة من أجمل أيام حياتي، وقد أجازني الشيخ العلامة أحمد بن قاسم الشمط رحمه الله كما أجازني العلامة المحدث يحيى بن محمد لطف شاكر رحمه الله، كما أجازني السيد العلامة المفتي أحمد زبارة رحمه الله ورضي عنه.
  • أين تقع قرية معمرة التي ارتحلت إليها؟.
هجرة معمرة قرية من قرى جبل الأهنوم وهذا الجبل يشمل على ثلاثة أقسام الأول غربي يسمى بني عوف ومعمرة هي على مشارف جبل الأهنوم وهي مسكن الشيخ العالم أحمد بن قاسم الشمط وكانت مشتهرة فيما سبق ومسكن السيد العلامة المؤلف أحمد بن صلاح الشرفي وفيها قبره من قبة غربي جامع هذه القبلة.
  • ماذا عملتم بعد هذا التاريخ الحافل بالجد والاجتهاد؟
 وبعدها التحقت بالوظيفة في تعز في الهيئة الشرعية لتقرير الأحكام وكانت بالنسبة إليَّ إعمالاً وتطبيقاً للمعلومات التي درستها، وكانت الهيئة الشرعية مؤلفة من كوكبة من علماء اليمن منهم الوالد العلامة الزاهد التقي يحيى بن محمد الكبسي والسيد العلامة أحمد بن محمد زبارة والقاضي العلامة عبد الله بن علي اليماني اليدومي وقرأت عليه مع زملائي السيد حمود الوشلي والسيد محمد يحيى الذاري التاج الجامع للأصول من أوله إلى آخره, ولعمري إن القضاء الشرعي في أيام الإمام أحمد حميد الدين رحمه الله كان نافذاً ومهاباً وكان الأمن والاستقرار مستتباً، وكان القبض على يد الظالم والأخذ بيد المظلوم، وكان الإمام أحمد هو المشرف على تنفيذ الأحكام, وبعد قيام الثورة جرت عجلة التأريخ بما لا يعلمه إلا الله وسافرت إلى السعودية، وبعد ثماني سنوات عدت إلى اليمن وتم تعييني قاضياً في المحكمة العليا ثم عُينت رئيساً للهيئة الشرعية لمحكمة لواء حجة، ثم كلفت بالعزم إلى شهارة للقيام بها عاملاً، ومكثت فيها سنتين فأعدت فيها الدراسة في الجامع في الكشاف والبحر الزخار وغيرها من الكتب ثم عدت إلى صنعاء لأعمل فيها قاضياً في المحكمة العليا ثم انتدبت للعمل في محكمة استئناف إب ثم كُلفت للعمل في محكمة وصاب العالي ثم عينت رئيساً لمحكمة استئناف لواء إب لمدة ست سنوات ثم عُينت رئيساً للدائرة الجزائية في المحكمة العليا ثم كلفت للعمل رئيساً لمحكمة استئناف لواء صعدة لمدة أربع سنوات تقريباً، ثم عدت إلى صنعاء واعتزلت العمل القضائي رغبة عنه وانشغلت بالتدريس في المعهد العالي للقضاء والجامع الكبير، ثم تفرغت للتدريس في الجامع الكبير وأنا والحمد لله قد تجاوزت الثالثة والتسعين من عمري وما زلت مستمراً بالتدريس في الجامع الكبير وفي المنزل لمن رغب من طلاب العلم بعد العصر والحمد لله في كل حال وعلى كل حال.
وهذه سيرتي باختصار وهناك ثبتي الذي ألفه الولد العلامة أحمد بن محمد الآنسي حفظه الله والذي أسماه (الحلل السندسية في الأسانيد الكبسية) والمطبوع ضمن كتاب الفتاوى.
  • لماذا كفلكم عمكم بدلاً عن أبيكم؟ وهل توفي والدكم مبكراً؟.
عمي عامل في شهارة. وهو من كفلني أحسن كفالة، ولم يكن في مدينة يريم مركز علمي.
وقد أرسل إلى والدي بورقة يطلب فيها بأن يأخذني إليه لكي أدرس العلم.
  • هلا حدثتمونا عن المدرسة العلمية.. منهجها، شيوخها، طرق التدريس، النظام المتبع فيها، عدد التلامذة وهل كان فيها سكن داخلي، خريجيها، الوثيقة أو الشهادة التي يحصل عليها المتخرج منها؟.
المدرسة العلمية صنعاء التي هي دار العلوم كانت دار ومحل سكن الوالي العثماني فلما ذهب الأتراك من اليمن جعلها الإمام يحيى مدرسةً للعلوم سنة 1344هجرية، وجمع فيها الإمام يحيى جميع الطلبة في اليمن لتوحيد المذهب وعدم اختلاف الناس وكان التدريس فيها على المذهب الزيدي من القرآن الكريم وتجويده إلى النحو والصرف والعقائد والتفسير والفقه وجميع العلوم الشرعية، وكان فيها طلاب من صبياء وهي منطقة من مناطق السعودية يدرسون في المدرسة العلمية وفيها شعبة من أرتيريا في الحبشة، واستفادوا كثيراً وانتخب للمدرسة أكفأ المشايخ في العربية وعلوم القرآن والفقه والحديث وأصول الفقه والفروع، ومدة الدراسة اثنتا عشرة سنة وأما منح الإجازة فيجتمع كوكبة من العلماء في كل فن في المدرسة كلها ويطرحون الأسئلة على الطالب في المنهج الذي درسه الطالب فإن اجتاز الاختبار يمنح إجازة علمية، وقد تخرج كل الحكام والعلماء والقضاة من هذه المدرسة، كما وصفها الأستاذ إسماعيل الأكوع في كتابه مدارس اليمن.
  • من هو صاحب التأثير الأكبر في حياتكم ومن أكثر المشايخ الذين كان لهم فضل الانتهال من معينهم؟
صاحب التأثير الأكبر في حياتي هو عمي صنو أبي العالم التقي الزاهد محمد بن محمد بن محمد الكبسي رضوان الله عليه عامل شهارة، وهو من أكثر المشايخ الذين كان لهم فضل الانتهال من معينهم، ومنهم أيضاً السيد العلامة عباس بن الوجيه بن عبد الله المتوكل و السيد العلامة قاسم بن الوجيه بن عبد الله المتوكل والشيخ العلامة أحمد بن قاسم الشمط والسيد العلامة مطهر يحيى الكحلاني وآخرون رضي الله عنهم جميعاً.
  • كيف وجدتم عمل القضاء؟
يحتاج إلى توفيق من الله ومعرفة ورسوخ قدم في مقتضياته من الكتاب والسنة.
  • توليتم العديد من المناصب القضائية يشهد لكم من اختصم إليكم بالكفاءة والنزاهة والعدالة وقول الحق فهل وجدتم مضايقات رسمية أو شخصية مقابل قول الحق؟.
نعم حصلت عدة مضايقات، ولا يخلو من تولى القضاء من ناقد وحاسد، ولم يسلم حتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وما روي من قضية الزبير مع خصمه المنافق حين قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لا يمنعك أن يكون ابن عمك أن تحكم بالعدل) فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( ويحك إن لم أحكم بالحق فمن ذا يحكم بالحق) أو كما قال والقصة مشهورة وقد قال الشاعر:
( إن نصف الناس أعداء لمن        ولي الأمر وهذا إن عدل )
  • حدثونا عن رؤيتكم المستقبلية للزيدية؟.
معلوم أن المذهب الزيدي هُضم في الأيام السابقة حتى زوي إلى الجامع الكبير وغيره من الهِجَر العلمية، وقد كانت المناهج الدراسية في المدارس من قبل مقامة على المذهب الزيدي، وما ذلك إلا لعراقته، فاختلاف السلطات في اليمن لا تزعزعه وإن كانت قد أوهنت فيه بعض الوهن والحمد لله إن المذهب الزيدي في الوقت الراهن يستعيد قواه وذلك من خلال الجامع الكبير وغيره من المراكز التعليمية في محافظة صعدة وذمار وشهارة وغيرها.
  • هل ترون أن يحصل التيار الزيدي على حضور في الخارطة السياسية يتوافق ووجوده الملموس في الواقع ويتجاوز التهميش الحاصل سابقاً؟
الزيدية كانت مشتهرة من جبل سمارة إلى صعدة وكانت جميع هذه المناطق زيدية وكان من العلماء الزيدية من كل منطقة ولم يكن أصل للمذهب الوهابي الممثل له محمد عبد الوهاب وليس موجوداً أيام الإمام يحيى حميد الدين ولم نسمع خلافات بين المذهب الزيدي والشافعي المتعايشان في اليمن حتى ظهور ونشاط الوهابية في اليمن بعد الثورة.
  • ثمة أناس يتحدثون باسم الزيدية رغم أنهم لا ينتمون إليها؟
أوضحت في الفروق الواضحة من هم المجتهدون من مشاهير العلماء وكان لهم أنظار تخالف بعض ما في المذهب الزيدي في الفروع ولم يخرجهم اجتهادهم عن كونهم زيدية مثل محمد بن إبراهيم الوزير والمقبلي والشوكاني!!!
  • يلاحظ أن منزلكم في هائل والجامع الكبير يقع في صنعاء القديمة ومع ذلك تحرصون على الذهاب والإياب بالأقدام غالباً رغم بعد المسافة فهل لذلك حكمه؟.
كنت فيما مضى صحيحاً أمشي من المنزل إلى الجامع الكبير في أغلب الأيام على الأقدام قصداً للمتعة أولاً، والآن بعد حصول الضعف أركب على وسائل المواصلات كغيري من عباد الله وإني لأجد في ذلك المتعة والأجر على الله جل وعلا.
  • كيف تنظرون للمسائل الخلافية التي فرقت الأمة ومزقت وحدتها؟.
المسائل الخلافية لا توجب الشقاق والفُرقة، فهي مسائل أكثرها نظرية اجتهادية، وكل مجتهد فيها مصيب. أو أصولية تختلف بحسب أنظار النظار وهي أيضاً لا توجب الشقاق والفُرقة – لو حُكِّمَت في ذلك العقول – فقد قرر أصحابنا في المذهب أن كل مجتهد مصيب في المسائل الاجتهادية فإذا كان الحق مع واحد فهذا لا يوجب تكفيراً ولا تفسيقاً للآخرين وكفى بهذا التسامح.
  • ما هي أهم الكتب التي تدرِّسونها هذه الفترة؟.
أهم الكتب التي ندرسها في التفسير هو الكشاف لجار الله الزمخشري وندرس في الفقه شرح الأزهار والبحر الزخار وندرس في الفرائض المصباح وفي اللغة شرح الخبيصي على كافية ابن الحاجب وقواعد الإعراب المختصرة من مغني اللبيب وغيرها.
يتحول منزلكم إلى مدرسة علمية، بعد العصر تستقبلون الراغبين في طلب العلم دون تمييز بين الطلبة فيأتيكم الزيدي والشافعي والسلفي برأيكم لماذا يرغب السلفي في تحصيل العلم لديكم؟.
العلم روضة ولؤلؤة ممتعة لكل من يرغب فيها ويقصدها والعالم يُقصد ويرغب في الحضور عنده لبعض العلوم الجامعة كعلم النحو والصرف والمعاني والبيان وعلم الفرائض والتفسير وغيرها، وكل واحد حسب رغبته.
  • فتاواكم كانت من أوثق الفتاوى وأقواها لدى السائل والمستمع فلماذا غبتم عن برنامج الإفتاء؟.
لم نغب عن برنامج فتاوى، وإنما استغني عنا لوجود غيرنا وذلك فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين.
  • سيدي هناك نزعة وغرور واستعلاء لدى بعض العلماء وطلبة العلم الشباب فبماذا تنصحون من كان كذلك؟.
نسأل الله الهداية والتوفيق لنا ولهم ولجميع المؤمنين، وأنصحهم بأن يقصدوا الجامع الكبير وستستنير قلوبهم عندما يستمعون ويشاركون مع من يقرأ القرآن بالحلقات في الجامع الكبير، وكذا عندما يختلطون بحلقات العلوم الشرعية على اختلاف طبقات المتعلمين، وهناك إن شاء الله ينشرح صدره ويمتلأ قلبه نوراً بهداية الله عز وجل، فمجالس الذكر والعلم سبيل لمن وفقه الله عز وجل.
  • برأيكم هل تحتاج النفس إلى التربية قبل العلم؟ أم هما متلازمان؟
لا شك أن التربية هي الأساس، وقد يكون هناك تلازم بين التربية والتعليم؛ وذلك لأنه بالعلم يعرف الإنسان ربه حق المعرفة ويتدبر كتابه ويفهم معانيه وأحكامه ويهتدي بسنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم, كما أنه بالعلم يعرف الإنسان ما هي مكارم الأخلاق وسيرة الصالحين من آل البيت عليهم السلام وغيرهم من الصحابة الأخيار ليقتدي بهم في سلوكه.
  • لكم كتاب رائع ونفيس اسمه الفروق الواضحة البهية بين الزيدية والإمامية فما هو الدافع من تأليف الكتاب؟.
اجتمعت مع بعض العلماء في صنعاء، ودارت مذاكرة بيننا، وكان هناك من يقول إن الزيدية في اليمن هي فرقة من فرق الإمامية وبعد ذلك النقاش عزمت على تأليف ذلك الكتاب وتم بحمد الله وأوضحت فيه أساس الفرقة الزيدية.
  • هل لكم مؤلفات أخرى؟
نعم وهي المصباح تعليق على المفتاح في علم الفرائض ويدرس في الجامع الكبير وكذا بعض الفتاوى التي كنت أجيبها في إذاعة صنعاء جمعها الولد علي بن أحمد الوشلي أصلحه الله.
المعروف أنكم تتمتعون بصدر رحب يتسع للجميع، فهل تؤمنون بالتعايش والتسامح مع كافة المسلمين على اختلاف مذاهبهم؟
الإسلام هو المظلة لكل المسلمين وهو منار للدعوة المحمدية لجميع الأمة لما دعا إليه من الأخلاق الفاضلة والتآخي، ويكفي في ذلك ما قال الله جل وعلا في قوله تعالى: ( إنما المؤمنون إخوة ) وما حث به جل وعلا على التماسك والترابط بين الأمة بقوله تعالى: ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم متفقين على اختلاف مفاهيمهم في بعض الأحكام ولم يجرح أحد منهم الآخر سواء أكانت المسألة أصولية أم فروعية، ويجب على المسلمين التعايش والتسامح مع بعضهم.
  • في هذه الفترة برزت إلى السطح تعبئة طائفية وحملات تكفيرية تستهدف الزيدية بمسميات أخرى ما هو توجيهكم؟.
هو التزام الناس بكتاب الله جل وعلا والسنة الصحيحة ووصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد قال في الحديث الذي أخرجه مسلم وغيره من رواة الحديث من حديث زيد بن أرقم ( إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي آل بيتي….الحديث) فهذه وصية وإرشاد من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكفى بوصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإرشاده هادياً وناصحاً لمن اتبعه وأراد النجاة.
ونسأل الله العلي القدير أن يجمع الأمة على طاعته وعلى ما يرضيه، ويخرج اليمن وسائر بلاد المسلمين من هذه المحن وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذا كبر ابنك آخه
سناء الجاك – بتصرف
ضرورة الحوار مع الأبناء في مرحلة البلوغ لما يعتريها من اضطرابات نفسية وجسدية
فمغادرة الأبناء طفولتهم ودخولهم مرحلة المراهقة تحرم أهلهم التصرف معهم كأطفال قصر. فالأهل الذين يتمنون بقاء أولادهم أطفالاً، ليبقى همهم صغيراً، غالباً ما يعجزون عن التعامل مع مرحلة المراهقة وما تحملها من اضطرابات تجعل العلاقات بين الأبناء وذويهم محتدمة أو متشنجة، أو تقطع سبل التواصل نهائياً. والسبب لا يتعلق بالمراهقين بقدر ما يتعلق بالناضجين، ذلك أن غالبية الآباء والأمهات لا يتهيأون نفسياً لفكرة أن الأبناء يقفون على عتبة النضج. رغم رفض معظمهم الاعتراف بذلك، والتظاهر أن كل شيء على ما يرام. أما إذا لم يجر الأمر كما يريد الأهل فيبررون ذلك بأن العلة في الجيل الطائش، ولا يحاولون منح المراهق التفهم الكامل لقلقه وعصبيته وتمرده، ولا يبحثون عن الوسيلة الأفضل لامتصاص غضبه ومراعاة إحساسه المرهف، خصوصاً أن علماء الاجتماع والنفس يؤكدون أن المراهق يكون سهل الاستثارة والغضب. وفي تفسير لغوي لكلمة «المراهقة» نتبين المعنى الفيسيولوجي. ففعل «راهق» في اللغة العربية يعني الاقتراب من الشيء. وراهق الغلام أي: قارب الاحتلام، ورهقت الشيء رهقاً، أي: قربت منه. والمعنى هنا يشير إلى الاقتراب من النضج والرشد.
أما المراهقة في علم النفس فتعني: «الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي»، ولكنه ليس النضج نفسه، لأن الفرد في هذه المرحلة يبدأ بالنضج العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي، ولكنه لا يصل إلى اكتمال النضج إلا بعد سنوات عديدة قد تصل إلى 10 سنوات.
وفي حين تبقى الأم قريبة من الأبناء وتحاول رصد التغيّر الذي يطرأ عليهم، يبقى الآباء أبعد قليلاً، ربما لأن المتعارف عليه في المجتمعات العربية أن التربية وظيفة الأم. لكن التعميم ليس دقيقاً. يقول أحد الآباء: «دخول الابناء الى المراهقة يعني خروجهم من الحماية. عندما كانوا أطفالاً كانت ميولنا ميولهم وهواياتنا هواياتهم، وما أن يطلوا على عتبة الشباب يسعون إلى الابتعاد وعندما يبتعدون يبدأ شغل البال. والمسألة أن على الأهل أن يوازنوا بين رغبتهم في الحماية وبين أن يتركوا لأولادهم المجال لتكتمل شخصيتهم، لأن الحماية الزائدة تخنق نمو الشخصية».
تقول الاختصاصية في علم النفس ليلى السيد: «المراهق لا يترك عالم الطفولة بكبسة زر، ولكنه ينتقل انتقالاً تدريجياً، ويتخذ هذا الانتقال شكل نمو وتغير في جسمه يسبقان نضج عقله واستقرار نفسيته. يتأرجح بين الطفولة والنضج، الأمر الذي يحير أهله، فهو تارة يبدو كبيراً وتارة يعود طفلاً صغيراً يحتاج إلى حضن أمه. يخيفه النضج الجسدي الذي لا يترافق بالضرورة مع النضج العقلي، فتبدأ لديه مرحلة الرفض، يرفض أهله أولاً ويكرر أنهم لا يفهمونه.
فتح باب الحوار يشجع المراهق على التحدث عما يدور في نفسه. اليافعون يحتاجون من الأهل إلى الأمان والاطمئنان. كما يطلبون منهم سلوكاً جديداً، قد يرفضه البعض لأنه يذكرهم بأن الشباب ولى. وبعض تصرفاتهم أو أسلوب حياتهم يجب أن يراعي هذه الحقيقة (إذا كبر ابنك آخه).
.......................................

أرسل تعليقك:

شاهد المنشورات وشارك | شاهد التعليقات وشارك

آل الكبسي

آل الكبسي*
مدونة تعنى بالإرث الفكري والثقافي والأدبي والفني والإنساني لآل الكبسي في شتى بقاع المعمورة
السادة الزوّار الأهل والأصدقاء أتمنى لكم طيب القراءة والمطالعة.

شاركونا آرائكم
حللتم أهلاً ونزلتم سهلاً

عدد الزيارات

الأكثر قراءة

كن مع أسرتك وانظم الينا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.