- العودة الى الرئيسية »
- تراث آل الكبسي , شعر »
- قصيدة أغِثْ بجاهِك عند الله أُسرتَنا
تمت المشاركة بواسطة : Ibrahim alkibsiii
الاثنين، 6 يناير 2014
قصيدة (أغِثْ بجاهِك عند الله أُسرتَنا)
للسيد العلامة المؤرخ محمد بن إسماعيل بن محمد بن يحيى بن أحمد علي الكبسي ( 1806 - 1891 م).
عرِّجْ على رَبْع «سلْعٍ والعقيقِ» وقلْ *** هذي معاهدُ يُستجلَى بها النظرُ
وانزلْ بسفح «الخُليْصا» واجرِ دمعَك في *** تلك الربوع فذا حينَ انقضَى الوَطَر
واقرَا السلامَ وبثَّ المشتكَى لهمُ *** بما يُقاسي فؤادُ الصبِّ إن نفرُوا
وما تُلاقي من الأشواق في حُرَق *** وما يُصادرْهُما إن أغدقَ السَّحَر
طوْرًا يقلِّب جنبَيْه على حُرَقِ الرْ *** رَمضا وآونةً قد مسَّها السّهر
فهل له زورةٌ للسّفح من «أطمٍ» *** يشفي بها حُرَقًا في القلب تستعر
أسائلُ البرقَ من «نعماءَ» هل سفحَتْ *** ببهجة السُّحْب واخضرَّت بها الشجر
وهل [يزُرْني] شذًا من طيب عنبرِها الذْ *** ذكيِّ يحيا بها قلبي وينتشر
يا نسمةَ الفجرِ هل [مَرَّيْتِ] عابرةً *** على ديارٍ عليها الدمع يبتدر
دارُ الأحبَّة لا زالت جوانبها *** يُهدَى إلى ربْعها الياقوتُ والدُّرر
ونادِ بالرَّبع بالشكوى لهم فهمُ *** وسيلةُ المشتكي إن مسَّه الضَّرر
همُ الدواءُ وهمْ برءُ السّقام وهم *** غوْثُ اللَّهيف إذا ضاقتْ به الفِكَر
إلى حبيبِ إلهِ العرشِ يشفعُ في *** فكِّ الأسارى فقد ضاقوا وقد حُصِروا
فما لهم ملجأٌ [يأووا] إليه ولا *** مَنْجى سوى مَنْ أتَتْ في مدحِه السّور
الشافع النافع الهادي إلى طرق النْ *** نَجاة خاتمِ رُسْل الله إن صَدروا
نورِ الإله ومفتاح السّلامة مِن *** نار الوعيد إذا ما أُحمِيَتْ سقر
ذي المعجزاتِ التي دامَتْ على حقب الْ *** أيّام لا تنتهي إن عدَّها بشر
رُدَّتْ له الشمسُ مَن بعد المغيب وقد *** انشقَّ بدرُ الدّجى حتى له نظروا
ونارُ فارسَ عادتْ وهْي خامدةٌ *** كذا البحيرةُ غاضَتْ وهي تنهمر
الماءُ من كفِّه أروَى الأنامَ وقد *** أودى بهم ظمأٌ واجلوَّذَ المطر
وانشقَّ إيوان كسرى حين مولدِه *** وكان عمرانَه الصِّفّاح والقِطْر
والمعجزُ الباهرُ الفرقانُ دام لنا *** يُتلى على صفحات الدهر مُدَّخَر
يا مَنْ بدعوته فاضَ السّحابُ على *** سهل البِقاع بسيلٍ دافعٍ [همر]
أغِثْ بجاهِك عند الله أُسرتَنا *** من آلِكَ الغُرِّ قد نالتْهمُ الغِيَر
في الأسرِ عامين والتغريبِ ليس لهمْ *** ذنبٌ أتَوه ولا خانوا ولا غدَروا
وقد أتى مُحكم التنزيل يخبرُنا *** أجرَ المودَّة في القربى كذا الأثر
همُ السلالةُ من أبناء فاطمةٍ *** ينمو إليك ومن أشياعِهم نَفَر
لم يقرَبوا مَجْرمًا عند الظّلوم ولا *** جاءوا بنُكْرٍ من الأمر الذي نكروا
بحقِّ جاهِك عند الله لا هُضموا *** ولا أُضيموا ولا أودَى بهم ضرر
فاشفع لهم يا شفيعَ الخلق وارْعَ لهمْ *** حقَّ القرابة يا من أنجبَتْ «مُضَر»
وعجِّلِ الغوثَ يا من يُستغاث به *** في كل خطْبٍ إذا ما أوحش الخطر
يا ربَّنا قد توسَّلْنا إليك بمن *** له الوسيلةُ في الأخرى إذا حضروا
وما يلوذون بالذِّكْرِ الحكيم وبالسْ *** سَبع المثاني وما جاءت به الزُّبُر
بحقِّ «نوحٍ» قديمِ الأنبياء ومَنْ *** نصرْتَه إذ طغى قومٌ به كفروا
وحقِّ «هودٍ» ومن أقْرَرْتَ ناظرَهُ *** تسري فلا تُبقي ولا تذر
وحقِّ «صالحَ» إذ أتبعتَ ناقتَه *** بصيحةٍ من ثمودٍ بعدما بَطِروا
وحقِّ صفْوتِك العظمى خليلِك إبْ *** راهيمَ ما مسَّه من نارِهم شرر
ونجلِه صادقِ الوعدِ الذبيحِ وقد *** أنْجيتَه بفداءٍ وهو مُصْطبِر
وحقِّ صفْوته «إسحاقَ» مِن نجل الرْ *** رُسْل الكرامِ وعاد السّمعُ والبصر
وحقِّ «موسى» ومن شَرَّفته كرمًا *** وصار منك قريبًا قادَهُ السحر
وحقِّ آلِ النبيْ المختارِ مَنْ كَرموا *** عن الأنام بطُهْرِ جدِّهم فخروا
وحقِّ كلِّ وليٍّ صالحٍ رُضيَتْ *** أعمالُه وله في دينه نظر
فلا تخيِّبْ رجانا يا عليمُ وعَجْ *** جِلْ بالإجابة واحفظْهم إذا نُصِروا
واهدِ السّلامَ إلى طه وعِترته *** مع الصلاة دوامًا ما همَى المطر